U3F1ZWV6ZTEyNjAyNTE3NDAwODdfRnJlZTc5NTA3NTc3MjQzOQ==

"منهجية تدريس مادة التربية الإسلامية وتقنيات التنشيط"

 

"منهجية تدريس مادة التربية الإسلامية وتقنيات التنشيط"


ويأتي هذا البحث المعنون ب "منهجية تدريس مادة التربية الإسلامية وتقنيات التنشيط" – بحث ميداني- لملامسة طرق تدريس مادة التربية الإسلامية، قديما وحديثا من أجل معرفة الطريقة الأنجع التي يمكن معها إنجاح دروس هذه المادة.

كما يهدف هذا البحث الميداني إلى إدراك بعض الأساليب الريئسية لتقنيات التنشيط وفقا للتصور الحديث مع اقتراح بعض الحلول العلمية التي وصلت إليها  من خلال استجواب مجموعة من أساتذة التربية الإسلامية الممارسين.

في الشق التطبيقي لهذا البحث، قمت ببحث ميداني اعتمدت فيه استمارة  موجهة إلى السادة الأساتذة والأستاذات ، رميت من خلالها إلى إبراز أهم أساليب وتقنيات التنشيط، والتعرف على آراء الممارسين حول أكثرها نجاعة ومساهمة في تنمية مهارات المتعلمين، ومدى تأثيرها في واقعهم التزاما وسلوكا. و قد تم توزيع هذه الاستمارات على عينة من الأساتذة الممارسين بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، وشملت العينة 41 أستاذا وأستاذة ينتمون لنيابات مختلفة : الرباط، بني ملال ، أزيلال وميدلت، تتراوح أعمارهم بين 25 و 56 سنة، وينتمون إلى  14 مؤسسة تعليمية كالآتي :

 

النيابة

بني ملال

أزيلال

ميدلت

الرباط

المؤسسة التعليمية

§       م.م.تازيزاوت

§       م.م.ملوية

§       م.م.تيزي نيسلي

§       ثانوية سيدي عمر أوحلي التأهيلية

§       ثانوية أولاد سعيد التأهيلية

§       م.م.أنلاتف

§       م.م.افطوشن

§       م.م. تاغبالوت نوعتمان

§       ثانوية شلالات الإعداداية

§       الثانوية الإعدادية الجديدة

م.م.تسامرت

§       ثانوية  العلامة محمد الصبيحي

§       ثانوية صلاح الدين الأيوبي

§       ثانوية الجولان الإعدادية

 

تفريغ نتائج استمارات البحث :

1)   استهللت استمارة البحث بمعلومات عامة حول الأساتذة الممارسين الذين تفضلوا بملئها، كالجنس والسن ، وحصيلة ذلك كالتالي :

تشكل هذه العينة نموذجا جيدا حيث يضم أعمار مختلفة ، وأجيال مربين مختلفين مما يغني الآراء ويسمح بمقارنة الوسائل والتقنيات المستعملة في التنشيط بين الماضي والحاضر، ويجمع بين خبرة القدماء ومواكبة المعاصرين لعصر العولمة والتطور التكنولوجي والوسائل الحديثة والمبتكرة في التنشيط التربوي.

2)   اهتمام التلاميذ بمادة التربية الإسلامية :

 

 

يتضح جليا من النتائج- حسب رأي الأساتذة الممارسين – أن أغلب التلاميذ يبدون اهتماما كبيرا بمادة التربية الإسلامية ، في حين تظل نسبة ضعيفي الاهتمام هزيلة لا تتجاوز 7 في المائة.

ويبدو هذا الاهتمام من خلال اقبال التلاميذ على حفظ  سور القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية المقررة لا سيما في المرحلة الابتدائية ، وما لذلك من دور كبير في تحبيب الناشئة في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كما يتجلى في ميولهم إلى معرفة قواعد التجويد وتقليد كبار القراء. بينما يتراجع  هذا الاهتمام  تدريجيا من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية ربما بسبب ما تعرفه هذه الفترة من تغيرات سيكولوجية وتمثلات الأسرة والمجتمع حول جدوى هذه المادة ونفعيتها في الحين الذي يشجع فيه على الاهتمام بالمواد العلمية واللغات الأجنبية كورقة عبور إلى المؤسسات والمعاهد المرموقة ، متناسين الدور الروحي والتربوي والعقائدي والسلوكي لتدريس مادة التربية الإسلامية.

3)  العلاقة بين التلميذ والأستاذ :

 

يقيم أغلب الأساتذة والأستاذات أن علاقتهم بالتلاميذ جيدة ، وتظل نسبة لا بأس بها ترى هذه العلاقة عادية، في حين يرى قليلون أنها سيئة في حكمهم ربما لعدم وجود تواصل كاف بين الأستاذ والمتعلم، أو عدم تفاعل هذا الأخير مع التقنيات التنشيطية المقترحة من طرف الأستاذ.

 

 

4)  تطور تقنيات التنشيط عبر الزمن:

 

 

يرى أغلب الممارسين في حقل التربية أن هناك تطورا ملحوظا في وسائل وتقنيات التنشيط عبر الزمن،ولا يخفى علينا ما تلعبه التكنولوجيا الحديثة والرقمية من دور كبير في هذا التطور وتأثيره الكبير على المتعلم وجذب انتباهه وإضفاء نكهة المتعة والفضول وحب الاكتشاف في التعلم، ولعل ذلك ما يدعوا إلى إدماج التكنولوجيا الرقمية  في التعليم وإيلاءها أهمية كبرى من قبل الوزارة الوصية.

في حين يرى آخرون أن تقنيات التنشيط لم تتطور ولازلنا نعيد نفس الأنماط القديمة ونعتمد نفس الوسائل.

 

5)    دور عمل المجموعات  في تجاوز الصعوبات:

 

 

يولي أغلب المربين أهمية بالغة للعمل ضمن المجموعات وذلك لما يتيحه ذلك من تواصل بين المتعلمين وغرس ثقافة الحوار والنقاش وإبداء الرأي، ولدورها في تفييئ المتعلمين حسب تفوقهم أو ميولاتهم أو مدى تفاهمهم... غير أن قلة من الأساتذة لا يفضلون هذا الأسلوب ربما لأنه غير ناجع في رأيهم أو لا يناسب كل الفئات العمرية حسب استعدادها ، أو صعوبة التطبيق  كما هو الحال داخل الأقسام المتعددة المستوى.

 

 

 

 

 

 

6)   تحقيق تقنيات التنشيط لأهداف الدرس:

 

 

 

في رأي معظم المدرسين أن وسائل وتقنيات التنشيط تمكن من تحقيق أهداف الدرس ،لذلك وجب على الأستاذ اختيار الأنسب منها لتلاميذه والعمل على تنويعها حتى يتحقق المطلوب من الأهداف والكفايات.

 

 

 

 

 

 

 

7)  دور العمل في المجموعات  في التفاعل والمشاركة:

 

 

 

 

في رأي أغلب الأساتذة والأستاذات بل كلهم أن تقنية العمل بالمجموعات فعالة وتؤتي أكلها حيث توفر وضعيات حيوية تسمح بالمناقشة والتفاعل والمشاركة ، لأنها تفتح آفاق التواصل بين التلاميذ  وتشجعهم على العمل الجماعي وروح الفريق  وتشكل فضاء خصبا لتبادل الآراء وإغنائها واحترام الاختلاف .

 

 

 

 

8)   مناسبة المحاكاة لمستوى نمو التلاميذ:

 

ويظل لعب الأدوار أو المحاكاة تقنية لا تقل أهمية عن عمل المجموعات، حيث يقر المدرسون  بدوره الفعال في تطور ونمو مستوى التلميذ ، وهذا ما يعززه ميول تلاميذ الابتدائي خصوصا إلى تقليد الحركات والتشخيص اللذين يمثلان جزء ميسرا لعميلة التذكر والحفظ .

 

 

 

9)  دور عرض مشكل في إغناء النقاش:

 

من تقنيات التنشيط الفعالة أيضا : حل المشكلات ، حيث يتفق عدد كبير من الأساتذة على إسهامه في إغناء النقاش واستمطار الأفكار، فعرض مشكلة أمام التلاميذ وشرحها يحثهم على التفكير والبحث عن الحلول المناسبة ويخلق دينامية فكرية لدى المتعلم ويوصله إلى المعرفة بنفسه عوض تلقيها جاهزة.

10)                    مدى تطبيق التلاميذ لتقنيات التنشيط:

 

يظل تطبيق التلاميذ لتقنيات التنشيط ضعيفا في رأي الأغلبية ، وربما يعود ذلك لعدم الفهم أو نقص المهارة أو عدم اختيار الوسيلة المناسبة لعمر التلاميذ وقدراتهم العقلية والحركية والوجدانية. وهذا يدعو إلى تعرف مكامن الخلل وتجاوزها حتى تتحقق الأهداف المنشودة.

11)                     دور تقنيات التنشيط في تحسين سلوك المتعلمين

 

 

يلاحظ جل المدرسين أن هناك تناقضا بين ما يدرس للتلاميذ عير تقنيات التنشيط وبين سلوكاتهم، فمادة التربية الإسلامية ليست سوى معارف ومضامين للحفظ والفهم بل يجب أن تتجسد في سلوك المتعلمين وأخلاقهم وتبني أسس العقيدة السليمة والفكر والفعل السويين مما يطرح التساؤل عن دور تقنيات التنشيط في تحسين سلوك المتعلمين، والذي يراه معظم المدرسين تحسنا متوسطا لا يرقى إلى مستوى تحقيق أهداف التربية الإسلامية .

وهذا ما يحيلنا على اختيار التقنيات الأكثر نجاعة وفعالية.

 

 

12)                    التقنيات الناجعة في الحاضر:

 

وهنا تختلف الآراء حول التقنيات التي يجب التركيز عليها ، حيث تتصدر تقنية حل المشكلات ولعب الأدوار والمحادثة أبرزها في حين يرى كثيرون ضرورة التنويع ويقترحون تقنيات أخرى مثل : الحوار، دراسة الحالة، الورشات والموائد المستديرة ، اعتماد بيداغوجيا الخطأ وبيداغوجيا اللعب، والتركيز على المقاربة التشاركية.

13)                  الأسلوب المناسب المعتمد في التدريس:

 

 

أما الأسلوب الذي يراه المدرسون أنسب لاعتماده في التدريس فهو النموذج الديموقراطي، في حين يظن آخرون ضرورة الجمع والتنويع بينه وبين الأسلوب السلطوي والفوضوي حسب ما تقتضيه الوضعية.

 

 

 

 

14)                  دور الأستاذ داخل القسم:

 

 

 

وبخصوص دور الأستاذ في القسم فيرى الأغلبية أنه موجه لعملية التعلم ثم مسهل لها ومنشط ويتضاءل دور المدرس مخططا ومهندسا.

خاتمة:

ختاما يمكننا القول إن مادة التربية الإسلامية تستحق اهتماما أكبر في الأوساط التعليمية ذلك أنها تتعدى كونها مجرد مادة دراسية تسعى لتنمية معارف و مهارات  واتجاهات و سلوكات لدى المتعلم،

بل هي منهج حياة متكامل يهدف إلى بناء الشخصية المسلمة والإنسان العابد، وتحقيق  السعادة الدنيوية والأخروية.

وفي عصر ساد فيه التطرف وكثرت فيه التهديدات الإرهابية والانزلاقات الفكرية والعقدية ، وما ييسر غزوها لفلذات أكبادنا من عولمة وانفتاح على جميع الأصعدة، يكون رجال ونساء التربية أحوج إلى الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية واختيار أنجع الطرق والتقنيات  في التنشيط  حتى تتجسد أهداف هذه المادة في المتعلمين فكرا وسلوكا والتزاما وعقيدة وأخلاقا. وذلك عبر مراعاة الوسيلة المنتقاة لمدى تحقيق الأهداف وتوليد دافعية التعلم لدى المتعلم دون إغفال أن تكون مناسبة لنموه وتأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية  للمتعلمين وتستثير تفاعلهم ومشاركتهم الفعالة.

وما يلاحظه الأساتذة و الأستاذات من أن التلاميذ عموما يهتمون بمادة التربية الإسلامية اهتماما  جيدا، كما أن علاقتهم بالتلاميذ جيدة، يدعو إلى التفاؤل و يشجع المربين على العطاء  والاجتهاد لتحقيق اهداف المادة الكونية ، خصوصا وأن الملاحظ أن تأثرهم بها سلوكا والتزاما يظل متوسطا إلى ضعيف.

كما يرون فعالية تقنيات التنشيط المتنوعة في تحقيقها لأهداف الدرس ، وأبرزها  في نظرهم تقنية حل المشكلات ولعب الأدوار والمحادثة، باعتبارها  تعتمد إشراك المتعلمين وتعمل على إغناء النقاش والأفكار وما تسهم به من تجاوز الصعوبات إلى جانب العمل بالمجموعات. إن المربين يرون أن الأسلوب الديموقراطي في التدريس هو الأنجع ويرون دور الأستاذ موجها في القسم بالدرجة الأولى ثم منشطا ومسهلا لعملية التعلم.

وخلاصة القول أن رواد التربية والتعليم مطالبون بالجودة الشاملة في المناهج والطرائق والوسائل والتقنيات والأنشطة، دون أن ننسى التحلي بأخلاق المهنة والتعليم بالقدوة كما فعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حتى نربي الناشئة تربية  إسلامية حقيقية.

فالتربية الإسلامية ضرورة ملحة في إعداد الإنسان المسلم الصالح، حيث أنه إذا صلح الفرد صلحت الأسرة، وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وإذا صلح المجتمع صلحت الأمة الإسلامية، وهذا هو أسمى غاية للتربية الإسلامية.

 

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة