مما لاشك فيه أن مفهوم المنهج ودلالته
المعرفية لها ارتباط وثيق بالحقل العلمي الذي ينتمي إليه، ولذا فإنه لا يمكن أن
يكون ذا قيمة معرفية إلا إذا كان ذا منهج رصين ينطلق من مقدمات أو إشكاليات بُغية
الوصول إلى نتائج أو حقائق تُبنى عليها نظريات علمية.
v المنهج في اللغة والاصطلاح
أولا:
المنهج في لغة
جاءت مادة "نهج" عند ابن فارس بمعنى: الأول
النهج، الطريق، ونهج لي الأمر: أوضحه، وهو مستقيم المنهاج، والمنهج: الطريق أيضا،
والجمع المناهج والآخر الانقطاع، وأتان فلان ينهج، إذا أتى مبهوراً منقطع النفس.
وضربت فلاناً حتى أنهج، أي سقط[1].
وقريب منه ما جاء في مفردات الراغب:
"النَّهْجُ: الطريقُ الواضحُ، وَنَهَجَ الأمْرُ وأنْهجَ: وَضَحَ، ومَنْهَجُ
الطَّريقِ ومِنهاجُهُ"[2].
وأيضا جاء في لسان العرب أن النهج طريق بين
واضح، وهو النَّهْجُ؛ قال أبو كبير: فَأَجَزْتُه بِأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَهُ نَهْجاً،
أَبَانَ بذي فَرِيغٍ مَخْرَفِ والجمعُ نَهجاتٌ ونُهُجٌ وَنُهُوجٌ؛ والمِنهاجُ:
كالمنهج. وفي التنزيل: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»[3] وأَنْهَجَ الطريقُ: وضح واستبان وصار نهجاً
واضحاً بيناً؛ قال يزيد ابن الخَذَّاقِ العبدي:
ولقد أضاء لك الطريق، وأنهجت
سبل المكارم، والهدى تعدى
أي تعين وتقوى. والمِنهاجُ: الطريقُ الواضحُ. واسْتَنْهَجَ
الطريقُ: صار نَهْجاً. وفي حديث العباس: لَمْ يَمُتْ رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم، حتى تَرَكَكُم على طريقٍ ناهِجةٍ أي واضحةٍ بَيِّنَةٍ. وَنَهَجْتُ الطريقَ:
أَبَنْتُهُ وَأَوْضَحْتُه؛ يقال اعمل على ما نهجته لك. ونهجت الطريق: سلكته. وفلان
يستنهج سبيل فلان أي يسلك مسلكه. والنَّهْجُ: الطريق المستقيم[4].
قال الفيروز آبادي: النَّهْجُ، الطريق
الواضح، كالمنهج والمنهاج، وبالتحريك: البهر، وتتابع النفس، والفعل: كفرح وضرب.
وأنهج: وضح وأوضح، والدابة: سار عليها حتى انبهرت، واستنهج الطريق: صار نهجا،
كأنهج فلان سبيل فلان: سلك مسلكه[5].
ويقول الطبري: أما "المنهاج"، فإن
أصله: الطريقُ البيِّن الواضح، يقال منه: (هو طريق نَهْجٌ، ومنهج)، بَيِّنٌ، كما
قال الراجز:
مَــــــنْ يــــــكُ فـــــِـي شَـــــكٍّ
فَـــــهَـــــذَا فَــــــلْجُ مَـــــــاءٌ رَوَاءٌ وَطَـــــــرِيــــــــقٌ
نَــــــــهْــــــــجُ
ثم يستعمل في كل شيء كان بيناً واضحاً
سهلا"[6].
فالمنهاج والمنهج يطلق على الطريق الواضح
البين المستقيم. وهو ما أكده المعجم الوسيط: "نهج الطريق، ينهج، نهجا ونهوجا:
وضح واستبان. ونهج الإنسان الطريق، سلكه وبينه... وأنهج الطريق وضح واستبان"[7].
وللمنهج استعمالان؛ حسي ومعنوي.
- استعمال حسي؛ فيطلق على الطريق الواضحة المستقيمة التي
يعرفها الإنسان، ويتمكن من سلوكها والسير عليها بقدميه.
- واستعمال معنوي؛ فيطلق على الخطة المرسومة ومنه: منهاج
الدراسة، ومنهاج التعليم[8].
كما يطلق على الخطة العلمية الموضوعية
المحددة المرسومة الدقيقة التي يتعرف عليها الباحث أو الدارس ويقف على قواعدها
وأسسها، ويلتزم بها، لتكون دراسته علمية منهجية موضوعية صحيحة[9].
نستخلص من خلال استقرائنا لجملة من المعاجم
اللغوية أن مادة "نهج" تدل على الوضوح والبيان والاستقامة، وتطلق على
الطريق إذا كان واضحا بيّنا مستقيما، أو الخطة المرسومة للسير عليها.
ثانيا:
المنهج في الاصطلاح
ذكر العديد من العلماء تعريفا لمفهوم
المنهج وفي مقدمتهم: أبي البقاء وورد في تعريف: "النهج: هو في الاستعمال:
الوجه الواضح الذي جرى عليه الاستعمال"[10]
أنه كما عرفه عبد الرؤوف: "المنهج هو الطريق المنهوج أي المسلوك"[11].
والملاحظ من هذه التعريفات لأبي البقاء
وعبد الرؤوف له نفس المعنى، ذلك أن المنهج يعتبر الطريق أو الوجه الواضح والمسلك
البين الذي يسار عليه.
لو تفحصنا المعنيين للفظ المنهاج لوجدنا أن
هناك ارتباطاً بين معناه في اللغة ومعناه في الاصطلاح؛ يقول أبو هلال العسكري:
"المنهج والنهج... والمنهاج: هو الطريق الواضح البين... وقسطاس النظر
المستقيم. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "لم
يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى ترككم على طريق ناهجة" أي واضحة بينة
مستقيمة"[12].
يدل هذا التعريف على الطريق المستقيم أيضا
كما ورد معنا في المفهوم اللغوي للمنهج عند ابن منظور.
لكننا نجد في التعريفات الاصطلاحية بعض
الإضافات أو مكملات للتعريف اللغوي، فلم يقتصر على تعريف المنهج على أنه الطريق
الواضح البين فقط، بل أضافوا إلى ما يجعل هذا الطريق واضح بين، وذلك من خلال ما
جاء به عبد الرحمان بدوي: "المنهج هو الطريق المؤدي إلى
الكشف عن الحقيقة في العلوم، بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير
العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى نتيجة معلومة"[13].
يتبين أن هذا الطريق وضحته مجموعة من
القواعد التي يجب إتباعها وتطبيقها ليكون الطريق المسار عليه بيناً.
وعرفه الدكتور فريد الأنصاري بقوله:
"المنهج بمعناه العام هو منطق كلي يحكم العمل العلمي، ويوجهه منذ أن يكون
فكرة، حتى يصير بناء قائما، اعتمادا على أصول وقواعد تشكل في مجملها نسقا متكاملا
هو المسمى بأصول البحث العلمي"[14].
فهو
يشير إلى أن المنهج هو نسق ومنطق عام يضمن التناسق، والوضوح والدقة، سواء على
مستوى مرحلة التفكير أو مرحلة العمل والإنجاز وهذا مرتبط بمجوعة من الأصول
والقواعد التي توجه ذلك التفكير والعمل.
ويذكر الدكتور عبد الرحمان بدوي (أصحاب المنطق) على أن المنهج: "فن
التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة، إما من أجل الكشف عن الحقيقة، حين نكون
بها جاهلين؛ أو من أجل البرهنة عليها للآخرين، حين نكون بها عارفين"[15].
وهنا
الدكتور يشير إلى الإبداع (حين نكون بها جاهلين) كما فعل الشاطبي وغيره من
المجتهدين، بحيث تخرجه من العدم. (أو البرهنة عليها حين نكون بها عارفين).
وفي
التعريف الفلسفي الديكارتي: "المنهج قواعد مؤكدة بسيطة إذا راعاها الإنسان
مراعاة دقيقة كان في مأمن من أن يحسب صوابا ما هو خطأ"[16].
فديكارت يرى أنه كلما اتجهنا نحو البساطة وكلما اقتصرنا في نشاطنا العلمي
على النور الفطري كان وصولنا للحقيقة آمنا وأيسرا.
ونتبين من خلال هذه التعاريف أن عناصر المنهج تكمن في التنظيم فلكي يمارس
المنهج دوره في البحث العلمي لا بد أن يكون منظما.
وتتعدد الدلالات العربية لمفهوم المنهج، خصوصا في الاستخدام المعاصر حيث
نجد أنه يستخدم بدلالات متنوعة، فتارة يكون مرادفاً للنموذج المعرفي والرؤية الكلية
للإنسان والكون والحياة فيقال المنهج الإسلامي، وأخرى يرادف في الإسلام، ويقصد به
علم الاقتصاد أو علم السياسة عند المسلمين، وثالثة يرادف المذهبية، فيقال منهج
المعتزلة أو الأحناف أو الحنابلة، ورابعة يرادف أسلوب البحث الذي يتبعه فرد أو
مفكر معين فيقال منهج ابن تيمية في كذا، ونادراً ما يستخدم في دلالة تقترب من
المعنى الذي يركز على وسائل أو طرائق البحث العلمي، وهذه قضية تحتاج أيضاً إلى ضبط
لتحديد دلالة المصطلح بين المتعاملين به[17].
قال
مجدي وهبة في معجم مصطلحات العربية في اللغة والآداب على أن المنهج "هو
بإيجاز وسيلة محددة توصل إلى غاية معينة"[18].
اعتبر أن المنهج هو وسيلة بحد ذاتها التي ينبغي إتباعها لتحقيق المراد،
وبناءً على ذلك فإنه يمكن القول: أن المنهج هو الإطار النظري المشتمل على مجموعة
من المنطلقات والوسائل والغايات المكونة لمجموعة من القواعد والمصطلحات الهادفة
إلى كشف الحقيقة وإبرازها وبلوغها في قضية ما.
والعلاقة واضحة بين الاستعمالين؛ المعجمي والاصطلاحي للمنهج؛ إذ لم يخرج عن
إطاره العام، وهو الطريق الواضح المستقيم.
v المنهج في الخطاب القرآني
لم يرد لفظ المنهج بهذه الصيغة في القرآن
الكريم، وإنما ورد بلفظ منهاج وهما بمعنى واحد في استعمالات اللغة، وقد ورد لفظ
"منهاج" في القرآن الكريم مرة واحدة، في قوله تعالى: «وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ اَلْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
اَلْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ، فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اَللَّهُ وَلَا تَتَّبِعَ أَهْوَاءَهُمْ
عَمَّا جَاءَكَ مِنَ اَلْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً
وَلَوْ شَاءَ اَللَّهُ لَجَعَلَكُمُ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِّيَبْلُوَكُمْ
فِي مَا ءَاتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا اَلْخَيْرَاتِ إِلَى اَللَّهِ مَرْجِعُكُمْ
جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ»[19].
وقد أورد المفسرون أقوالاً متعددة في معنى الشرعة والمنهاج، منها:
يقول
القرطبي في تأويل
قوله: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»
يدل على عدم التعلق بشرائع الأوّلين. والشِّرْعة والشَّرِيعة الطَّريقة الظاهرة
التي يُتوصل بها إلى النجاة. والشريعة في اللغة: الطريق الذي يُتوصل منه إلى
الماء. والشريعة ما شرع الله لعباده من الدِّين؛ وقد شَرَع لهم يَشْرَع شَرْعاً أي
سنّ. والشّارع الطريق الأعظم. والشِّرْعة
أيضاً الوَتَر، والجمع شِرَعٌ وشِرْعٌ وشِرَاعٌ جمع الجمع؛ عن أبي عُبيد؛
فهو مشترك. والمِنهاج الطريق المستمِر، وهو النَّهْجُ والمَنْهَج، أي البّين.
وقال أبو العباس محمد بن يزيد: الشّريعة
ابتداء الطريق؛ والمنهاج الطريق المستمر. وروي عن ابن عباس والحسن وغيرهما «شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»
سنّة وسبيلاً. ومعنى الآية أنه جعل
التوراة لأهلها؛ والإنجيل لأهله؛ والقرآن لأهله؛ وهذا في الشّرائع والعبادات؛
والأصل التوحيد لا اختلاف فيه؛ روي معنى ذلك عن قَتادة. وقال مجاهد: الشّرْعة
والمِنهاج دين محمد عليه السلام؛ وقد نسخ به كل ما سواه[20].
ويقول الطبري: أما "المنهاج"، فإن
أصله: الطريقُ البيِّن الواضح، يقال منه: (هو طريق نَهْجٌ، ومنهج)، بَيِّنٌ، كما
قال الراجز:
مَــــــنْ
يــــــكُ فـــــِـي شَـــــكٍّ فَـــــهَـــــذَا فَــــــلْجُ مَـــــــاءٌ رَوَاءٌ وَطَـــــــرِيــــــــقٌ
نَــــــــهْــــــــجُ
ثم يستعمل في كل شيء كان بيناً واضحاً
سهلاً.
فمعنى الكلام: لكل قوم منكم جعلنا طريقاً
إلى الحق يؤمُّه، وسبيلاً واضحاً يعمل به.
ثم اختلف أهل التأويل في المعنى بقوله: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ ».
فقال
بعضهم: عنى بذلك أهل الملل المختلفة، أي: أن الله جعل لكل مِلّةٍ شريعة ومنهاجاً[21].
وفي
تفسير البيضاوي: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ »
أيها الناس. «شِرْعَةً» شريعة وهي الطريق إلى الماء
شبه بها الدين لأنه طريق إلى ما هو سبب الحياة الأبدية. وقرئ بفتح الشين. «وَمِنْهَاجًا» وطريقاً
واضحاً في الدين من نهج الأمر إذا وضح[22].
والشِّرْعة والشريعة: مورد الماء من النهر ونحوه، وكل ما شرعت فيه من شيء فهو
شريعة. ومن ذلك شريعة الإسلام لشروع أهلها فيها، والمنهاج: السبيل والسنة[23].
ويقول أبو حيان أيضاً في تأويل قوله: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»
الظاهر أن المضاف إليه كل المحذوف هو أمة، أي: لكل أمّة، والخطاب في «مِنْكُمْ» للناس أي: أيها الناس لليهود شرعة
ومنهاج، وللنصارى كذلك قاله عليّ وقتادة والجمهور، ويعنون في الأحكام، وأما
المعتقد فواحد لجميع العالم، توحيد وإيمان بالرسل وكتبها، وما تضمنته من المعاد
والجزاء الأخروي، وقد ذكر تعالى جماعة من الأنبياء شرائعهم مختلفة، ثم قال «أُوْلَئِكَ
اَلذِينَ هَدَى اَللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اَقْتَدِهْ»[24] والمعنى
في المعتقدات، وقال ابن عطية: ويحتمل أن يكون المراد الأنبياء، لاسيما وقد تقدم
ذكرهم وذكر ما أنزل عليهم، وتجيء الآية
مع هذا الاحتمال تنبيهاً لمحمد - صلى الله عليه وسلم- أي: فاحفظ شرعك ومنهاجك،
لئلا تستزلك اليهود وغيرهم في شيء، فيكون المحذوف المضاف إليه لكل نبي أي: لكل
نبيّ منكم أيها الأنبياء، والشرعة والمنهاج لفظان لمعنى واحد، أي: طريقاً، وكرر
للتوكيد كما قال الشاعر:
وَهِنْـــــدٌ أَتَـــــى
مِـــــنْ دُونِهَـــــا النَّـــــأيُ وَاَلْبُعْـــــدُ
وقال
ابن عباس والحسن وغيرهما: سبيلاً وسنة، وقال مجاهد: الشرعة والمنهاج دين محمد –
صلى الله عليه وسلم- فيكون المعنى: لكل منكم أيها الناس جعلنا هذا الدين الخالص
فاتبعوه، والمراد بذلك أنا أمرناكم باتباع دين محمد، إذ هو ناسخ للأديان كلها، وقال
المبرد: الشرعة ابتداء الطريق، والمنهاج الطريق المستمر، وقال ابن الأنباري:
الشرعة الطريق الذي ربما كان واضحاً وغير واضح، والمنهاج لا يكون إلا واضحاً،
وقيل: الشرعة الدين، والمنهاج الدليل، وقيل: الشرعة النبي، والمنهاج الكتاب، قال
ابن عطية: والمنهاج بناء مبالغة من النهج، ويحتمل أن يراد بالشرعة الأحكام،
وبالمنهاج المعتقد، أي: هو واحد في جميعكم[25].
ويذهب صاحب تفسير المنار في تأويل قوله: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»
فهذه الجملة استئناف بياني
لتعليل الأمر والنهي قبلها. أي لكل رسول أو كل أمة منكم أيها المسلمون والكتابيون
أو أيها الناس جعلنا شريعة أوجبنا عليهم إقامة أحكامها، وطريقاً للهداية فرضنا
عليهم سلوكه لتزكية أنفسهم وإصلاحها، لأن الشرائع العملية، وطرق التزكية الأدبية،
تختلف باختلاف أحوال الاجتماع واستعداد البشر. وإنما اتفق جميع الرسل في أصل الدين
وهو توحيد الله واسلام الوجه له بالإخلاص والإحسان.
والشرعة والشريعة في اللغة الطريق إلى الماء، أو مورد الماء من النهر
ونحوه، وهذا هو المستعمل عن العرب حتى الآن. وهي من الشروع في الشيء. قال ابن
جرير: وكل ما شرعت فيه من شيء فهو شريعة ومن ذلك قيل لشريعة الماء شريعة، لأنه
يشرع منها إلى الماء، ومنه سميت شرائع الإسلام لشروع أهله فيه، ومنه قيل للقوم إذا
تساووا في الشيء: هم شرع، سواء. وأما المنهاج، فإن أصله الطريق البين الواضح. يقال
منه: هو طريق نهج ومنهج بين.
وقال
بعضهم سميت الشريعة شريعة تشبيهاً بشريعة الماء من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة
روي وتطهر والمراد الريّ المعنوي وطهارة النفس وتزكيتها وقد جعل الله الماء سبب
الحياة النباتية والحيوانية، وجعل الشريعة سبب الحياة الروحية الإنسانية.
أخرج
غير واحد من رواة التفسير المأثور عن قتادة في قوله تعالى: «لِكُلٍّ جَعَلْنَا
مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا» يقول سبيلاً وسنة[26].
فمن
خلال هذه الأقوال يتضح لنا أن لفظ المنهاج أو المنهج يُستعمل بمعنى الطريق محدد
المعالم من الأوامر والنواهي، والقواعد والضوابط التي بينتها الشريعة وأوضحت
معالمها، فهو الطريق البين الواضح والخطة الموضوعة لتنظيم علاقات البشر في كل
زمانٍ ومكانٍ.
ومع ذلك فإن المعنى العام للمنهج؛ أي
الطريقة، قد ورد في القرآن الكريم عشرات المرات بلفظ السبيل والصراط والطريق
والطريقة. وارتبط السياق الذي وردت فيه هذه الألفاظ بالهدى والضلال، فالله سبحانه
يهدي إلى سواء السبيل؛ أي الطريق المستقيم، والمؤمنون يَدْعُون الله أن يهديهم
الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم فاهتدوا إلى الطريق، غير المغضوب
عليهم، الذين عرفوا الطريق وتنكبوه، ولا الضّالين الذين ضلّوا وتاهوا فلم يعرفوا
الطريق. «اَهْدِنَا اَلصِّرَاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ اَلذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ غَيْرِ اَلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا اَلضَّالِينَ»[27].
والله سبحانه يقول الحقَّ وهو يهدي السبيل: «وَاللَّهُ يَقُولُ الحَقَّ وَهُوَ
يَهْدِي السَّبِيلَ»[28]
وكتاب الله سبحانه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم: «قَالُوا يَا قَوْمَنَا
إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِقاً لِّمَا بَيْنَ
يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ»[29]
ويقرر الله سبحانه أنَّ الاستقامة على الطريقة سبب في الغيث وإغداق الخير على
الناس: «وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً
غَدَقاً»[30].
و"السنة" لفظ قرآني يقترب في دلالاته من المنهاج أيضاً، ولذلك فمن نعمة
الله على المؤمنين أن يبيِّن لهم السنن ويهديهم إليها؛ أي الطرق التي سلكها الناس
من قبل، فهي طرق واضحة تبين للناس وتهديهم إلى ما يوصلهم إلى مقاصدهم، فهذه السنن
مصدر العبرة والتجربة التي يفيد منها الناس. «يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ
لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ»[31].
يتضح من ذلك أنّ ثمّة دلالات مشتركة في
ألفاظ: المنهاج، والطريق، والصراط، والسنَّة، والهداية، والنور، فجميعها تختص بسعي
الإنسان لسلوك الطريق المستقيم، الواضح، المستمر، الميسّر، الموصل إلى الغاية المقصودة
والهدف المراد. وإذا كانت غاية الإنسان في الدنيا هي عبادة الله سبحانه، بمعناها
العام، وتحقيق الاستخلاف في الأرض، وإقامة العمران البشري، فإنَّ المنهاج، وهو
طريق الوصول إلى الغاية، سوف يقع في مستويات مختلفة، تبعاً لسعي الإنسان نحو
الغاية النهائية وهي المصير، أو الغايات المرحلية. فقد تكون الغاية هي الانتقال
المادي من مكان إلى آخر، عبر طريق في اتجاه محدد؛ أو الانتقال من حالة معرفية إلى
أخرى، عبر طرق البحث والتعلّم، واكتساب المعرفة، وزيادة العلم؛ أو الانتقال من
الحياة الدنيا، وهي دار الابتلاء، إلى الحياة الآخرة، وهي دار الجزاء، عبر صراط
الله المستقيم، وسبيله القويم.
وإذا كان الاهتداء إلى سبيل الله يقابل
الضلال عنه، فإنّ الله سبحانه هو أعلم بمن يهتدي إلى ذلك السبيل أو يضلُّ عنه: «ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ
وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»[32].
وكما ترتبط الطريق بالهداية إليه ترتبط هذه الهداية بالنور الهادي، «وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الإِيمَانُ
وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نوراً نَّهْدِى بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا
وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»[33]
ووحي الله سبحانه يتضمن الكتاب، والإيمان هو هذا النور الضروري للمشي في
الطريق والتحقق من أنَّه طريق الوصول إلى المقصد والمبتغى، ثم إلى الله المرجع
والمعاد والمستقر والمصير: «صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ، مَا فِي
السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ»[34]
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ
يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»[35].
والله سبحانه قد جعل عليه حقاً قصد
السبيل، فيبين بذلك الطريق القاصد المستقيم، وهو سبحانه ينبِّه ويحذر أنَّ مِنَ
السبيل ما هو مائلٌ عن الحق منحرفٌ عنه: «وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ
وِمنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ»[36].
والمنهج والسبيل والصراط يعني الطريق الموصل لتحقيق هدف محدد من أهداف السعي
للحصول على معرفة أو منفعة، أو الوصول إلى هدف، ولكن المعنى يتسع ليكون طريق السير
في الحياة للوصول إلى الآخرة ؛ أي منهج حياة كاملة، وأكثر ما ورد في القرآن هو من
هذا الباب[37].
v المنهج ودوره في التكامل المعرفي
تناول علماء الفكر الإسلامي قديما في بيان
فكرة التكامل المعرفي مسألة القياس وهم في صدد بيان سبل الجمع بين الإرشادات
العامة والعلوم العقلية؛ أي بيان وجوه التكامل والجمع بين الوحي والعقل. فقد قسموا
العلم إلى نقلي وغير نقلي، والجامع هو الاجتهاد الذي يكون بالعقل والمقايسة؛ علاوة
على أن مصادر الشرع الأول هو القرآن والسنة؛ ويكمن دور العالم في الفهم
والاستنباط، هذا فيما نص على حكمه بالوحي؛ وما لا فسبيل الحصول عليه يكون بالقياس
الذي يقوم به العالم. فتطرق الإمام الشافعي إلى العمل بالقياس كمنهج علمي يحصل به
على العلم، ويرى الشافعي أن القياس والاجتهاد اسمانِ لمعنى واحدٍ. وبين أنه كل ما
نزل بمسلم فقيه حكمٌ لازمٌ، أو على سبيل الحق فيه دلالةٌ موجودةٌ، عليه. فإذا كان
فيه حكم من الوحيين وجب، اتِّباعُهُ وإذا لم يكن فيه بعينه طُلِبَ الفقيه الدلالة
على سبيل الحق فيه بالاجتهادِ؛ فالاجتهادُ القياسُ[38].
فلئن عمل المالكية بعمل أهل المدينة كطريق لاستنباط الحكم[39]،
وعمل الحنفية بالاستحسان كوجه لبيان الحكم[40]؛
فإن الإمام الشافعي نهج في الحصول على الحكم عل القياس؛ وبين أن عمدة ذلك العلة.
ولقد تبع الإمام الغزالي الإمامَ الشافعي في العمل بالقياس وعده مصدرا من مصادر
تحصيل العلم؛ وأكد أن الاجتهاد والقياس من مناهج حمل النص على ما لا نص فيه، وهو
طريق لكسب العلم بالحكم. وقد أسماه كيفية دلالة الألفاظ على المدلولات بمعقولها
ومعناها، مما يدل على أن ذلك منهاج ما بينه الغزالي في المستصفى من أن القياس
حَمْلُ معلومٍ على معلومٍ في إثباتِ حُكْمٍ لهما أو نفيه عنهما بأمرٍ جامعٍ بينهما
من إثباتِ حُكمٍ أو صِفةٍ أو نفيهما عنهما. بل إن عملية تصنيف الغزالي للعلم مبني
على الاجتهاد أو القياس[41].
ويرى الغزالي أن العلم يحصل عليه عن طريق
تعليم كيفية الانتقال من الصور الحاصلة في ذهنك، إلى الأمور الغائبة عنك. وما
تقسيمه علم المعاملة إلى شرعي وغير شرعي، وتصنيف العلم إلى ما هو فرض عيني وما ليس
كذلك، وما هو مذموم أو محمود وما هو مباح. وعمدته في ذلك كله القياس أو الاجتهاد[42].
وأما ابن خلدون فهو أيضا يوافق كلا من
الشافعي والغزالي، ويرى بأن القياس من مناهج كسب العلوم، حيث يذهب إلى أن التناسب
بين الأشياء هو سبب الحصول على المجهول من المعلوم الحاصل للنفس، وطريق لحصوله،
ولا سيما من أهل الرياضة، فإنها تفيد العقل قوة القياس وزيادة في الفكر. ومن هنا
برع فيما أسماه بعلم الاجتماع البشري، وبعلم الصنائع؛ فإن عمدته بلا ريب هو العمل
بالقياس بعد إثباته نظريا كمنهج من مناهج تحصيل العلم والإدراك[43].
ومن هنا لا عجب أن يوافق الدهلويُّ
الشافعيَ والغزالي وابن خلدون؛ فقد كرس كتابا كاملا في الحديث عن الاجتهاد وبيان
وجوه القياس فيه، وبهذا وافق الإمام الشافعي في أن الاجتهاد هو القياس؛ يقول:
"حقيقة الاجتهاد على ما يفهم من كلام العلماء: استفراغ الجهد في إدراك
الأحكام الشرعية الفرعية، من أدلتها التفصيلية، الراجعة كلياتها إلى أربعة أقسام:
الكتاب، والسنة، والإجماع، والقياس"[44].
ولا يخفى أنه يقصد في حين البحث عن إدراك مسألة لم تثبت بالأدلة التفصيلية فلا بد
من الاجتهاد والمقايسة. هذا وقد بين الدهلوي منهج الحنفية في الأخذ بالقياس مبينا
أنه كان للأحناف من الفطانة والحَدْس وسُرعةِ انتقال الذهن من شيء إلى شيء ما
يقدرون به على تخريج جواب المسائل على أقوال أصحابهم، وهذا نوع من أنواع القياس.
وبين أصول منهجهم فذكر أنهم مهدوا الفقه على قاعدة التخريج، وذلك أن يَحفظ كلُّ
أحد كتاب من هو لسانُ أصحابه، وأعرفُهم بأقوال القوم، وأصحُّهُم نظراً في الترجيح،
فيتأمّلَ في كل مسألة وجه الحكم، فكلّما سُئل عن شيء، أو احتجاج إلى شيء، رأى أي
نظر فيما يحفظه من تصريحات أصحابه، فإن وجد الجواب فبهَا، وإلا نظر إلى عموم
كلامهم فأجراه على هذه الصورة، أو إلى إشارةٍ ضمنيةٍ لكلامٍ فاستنبَط منها، وربما
كان لبعض الكلام إيماء أو اقتضاء يُفهِمُ المقصود، وربما كان للمسألة المصرَّح بها
نظير يُحمَل عليها، وربما نظروا في علة الحكم المصرَّح به بالتخريج، أو بالسّبر
والحَذْف، فأداروا حُكمه على غيرِ المصرَّح به، وربما كان له كلامانِ لو اجتمعا
على هيئة القياس أنتجا جواب المسألة. وكان التطبيق العملي لهذا التنظير ما عرف عنه
بالفنون[45].
فجملة القول في هذا هو أن علماء الفكر
الإسلامي قديما حرصوا على وضع أسس منهجية، بها يدرك العلم، فقسموا العلوم إلى
تصنيفات عدة، وبينوا سبل إدراك كل علم؛ فكان من أهم مناهجهم في تحصيل العلم القياس
والاجتهاد، بحكم العقل والإدراك والحس، وبحكم العلة. والقياس أو الاجتهاد منهجي
علمي للوصول إلى مختلف ما خفي عن الإنسان من صنوف العلم؛ فهو منهج ينطلق من
التكامل المعرفي، ويسعى إلى التكامل المعرفي[46].
[1] - معجم المقاييس في اللغة، لأبي
الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ص: 1000، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع-
بيروت- لبنان، الطبعة الأولى 1432- 1433ه.
[2] - مفردات ألفاظ القرآن، الراغب الأصفهاني،
ص: 526 ، المكتبة العصرية صيدا- بيروت، سنة الطبع: 2012م- 1433ه.
[3] - سورة المائدة، الآية: 48.
[4] - لسان العرب، ابن منظور، ص: 365، دار
صادر بيروت، طبعة جديدة محققة، المجلد الرابع عشر.
[5] - القاموس المحيط، محمد بن يعقوب
بن السراج الفيروز آبادي، 4/1567، تحقيق الدكتور محمود مسعود أحمد، المكتبة
العصرية صيدا- بيروت.
[6] - تفسير الطبري المسمى جامع البيان
في تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، 4/609 ،دار الكتب العلمية بيروت-
لبنان، الطبعة الثالثة 1420ه- 1999م.
[7] - المعجم الوسيط لمجمع اللغة
العربية جمهورية مصر العربية، ص: 957، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الخامسة
1432ه- يناير 2011م.
[8] - المعجم الوسيط، ص: 957.
[9] - تعريف الدارسين بمناهج المفسرين،
صلاح عبد الفتاح الخالدي، ص: 16.
[10] - الكليات معجم في المصطلحات
والفروق اللغوية، لأبي البقاء موسى الحسيني الكفوي، ص: 913، مؤسسة الرسالة، الطبعة
الثانية 1419ه- 1998م.
[11] - التوقيف على مهمات التعاريف، عبد
الرؤوف بن المناوي، ص: 318 ،تحقيق: عبد الحميد صالح حمدان، الطبعة الأولى 1410ه-
1990م.
[12] - الوجوه والنظائر، أبي هلال
العسكري، ص: 654، تحقيق: محمد عثمان، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى 1428ه-
2007م.
[13] - مناهج البحث العلمي، عبد الرحمان
بدوي، ص: 5، الطبعة الثالثة 1977 م، وكالة المطبوعات – الكويت.
[14] - أبجديات البحث في العلوم
الشرعية، فريد الأنصاري، ص: 23، الطبعة الأولى، الدار البيضاء- ذو القعدة 1417/
أبريل 1997، مطبعة النجاح الجديدة.
[15] - مناهج البحث العلمي، ص: 4.
[16] - المعجم الفلسفي، مراد وهبة، ص:
628، دار قباء الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع- القاهرة، سنة النشر: 2007م.
[17] - قضايا المنهجية في العلوم
الإسلامية والاجتماعية، تحرير نصر محمد عارف، ص: 9، المعهد العالمي للفكر الإسلامي
القاهرة، الطبعة الأولى 1417ه- 1996م، سلسلة المنهجية الإسلامية: 12.
[18] - معجم المصطلحات العربية في اللغة
والأدب، مجدي وهبه، كامل المهندس، ص: 393، مكتبة لبنان.
[19] - سورة المائدة، الآية: 48.
[20] - الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد
الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، 6/137، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان، سنة
الطبع: 1413ه- 1993م.
[21] - تفسير الطبري المسمى جامع البيان
في تأويل القرآن، أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، 4/609، دار الكتب العلمية بيروت-
لبنان، الطبعة الثالثة 1420ه- 1999م.
[22] - تفسير البيضاوي المسمى أنوار
التنزيل وأسرار التأويل، القاضي ناصر الدين أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد
الشيرازي البيضاوي، 1/281، تحقيق: وائل أحمد عبد الرحمان، دار التوفيقية للتراث-
القاهرة.
[23] - تفسير المراغي، أحمد مصطفى
المراغي، 6/305، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع بيروت- لبنان، الطبعة الأولى
1421ه- 2001م.
[24] - سورة الأنعام، الآية: 90.
[25] - تفسير البحر المحيط، محمد بن
يوسف الشهير بأبو حيان الأندلسي، 3/513- 514، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان،
الطبعة الثانية 2007م- 1428ه.
[26] - تفسير القرآن الحكيم المشهور
بتفسير المنار، محمد رشيد رضا، 6/342- 343، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان،
الطبعة الثانية 2005م- 1426ه.
[27] - سورة الفاتحة، الآيتان: 6- 7.
[28] - سورة الأحزاب، الآية: 4.
[29] - سورة الأحقاق، الآية: 30.
[30] - سورة الجن، الآية: 16.
[31] - سورة النساء، الآية: 26.
[32] - سورة النحل، الآية: 125.
[33] - سورة الشورى، الآية: 52.
[34] - سورة الشورى، الآية: 53.
[35]- سورة الحديد، الآية: 28.
[36] - سورة النحل، الآية: 9.
[37] - منهجية التكامل المعرفي مقدمات
في المنهجية الإسلامية، فتحي حسن ملكاوي، ص: 65- 66، المعهد العالمي للفكر
الإسلامي، الطبعة الثانية 1437ه- 2016م.
[38] - الرسالة، للإمام المطلبي محمد بن
ادريس الشافعي، ص: 473- 474، تحقيق: أحمد محمد شاكر، مكتبة دار التراث، الطبعة
الثالثة 1426ه- 2005م.
[39] - البرهان في أصول الفقه، أبو
المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، 1/295، تحقيق: عبد العظيم الديب،
الطبعة الأولى 1399ه.
[40] - أصول السرخسي، أبو بكر محمد بن
أحمد السرخسي، 2/200، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1414ه-
1993.
[41] - المستصفى من علم الأصول، أبو
حامد محمد بن محمد الغزالي، 2/299، تحقيق: محمد تامر، دار الحديث القاهرة، سنة
الطبع: 1432ه- 2011م.
[42] - معيار العلم في المنطق، أبو حامد
الغزالي، ص: 35، تحقيق: أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية بيروت- لبنان، سنة
الطبع: 1434ه- 2013م.
[43] - مقدمة ابن خلدون، عبد الرحمان بن
خلدون، ص: 465، تحقيق: أبو عبد الرحمان عادل بن سعد، الدار الذهبية للطبع والنشر
والتوزيع.
[44] - عقد الجيد في أحكام الاجتهاد
والتقليد، ولي الله الدهلوي، ص: 3.
[45] - الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف،
ولي الله الدهلوي، ص: 58- 59، راجعه وعلق عليه: عبد الفتاح أبو غدة، دار النفائس،
الطبعة الأولى 1397ه- 1977م.
[46] - التكامل المعرفي في التراث
العربي الإسلامي: دراسة تحليلية ونقدية، وان محمد عزام محمد أمين، ص: 20، مجلة
اللغة العربية للأبحاث التخصصية، المجلد 2، العدد 1، أبريل 2015م.